سورة الأحزاب - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


قوله تعالى: {اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} فيه قولان
أحدهما: ذاكروه بالقلب ذكراً مستديماً يؤدي إلى طاعته واجتناب معصيته.
الثاني: اذكروا الله باللسان ذكراً كثيراً، قاله السدي. وروى مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَن عَجَزَ عَنِ اللَّيْلِ أَن يُكَابِدَهُ، وَجَبُنَ عَنِ العَدُوِّ أَن يُجَاهِدَهُ، وَبَخِلَ بِالمَالِ أَن يُنفِقَهُ فَلْيَكْثِرْ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ» وفي ذكره هنا وجهان:
أحدها: الدعاء له والرغبة إليه، قاله ابن جبير.
الثاني: الإقرار له بالربوبية والاعتراف له بالعبودية.
قوله: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأصِيلاً} قال قتادة صلاة: الصبح والعصر، قال الأخفش: والأصيل ما بين العصر والليل. وقال الكلبي: الأصيل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
وفي التسبيح هنا ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه التسبيح الخاص الذي هو التنزيه.
الثاني: أنه الصلاة.
الثالث: أنه الدعاء، قاله جرير.
فلا تنس تسبيح الضُّحى إن يونسا *** دعا ربه فانتاشه حين سبحا.
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُم وَمَلآئِكَتُهُ} فيه أربعة أقاويل
أحدها: أنه ثناؤه، قاله أبو العالية.
الثاني: كرامته، قاله سفيان.
الثالث: رحمته، قاله الحسن.
الرابع: مغفرته، قاله ابن جبير.
وفي صلاة الملائكة قولان:
أحدهما أنه دعاؤهم، قاله أبو العالية.
الثاني: استغفارهم، قاله مقاتل بن حيان.
{لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} فيه ثلاثة أقاويل
أحدها: من الكفر إلى الإيمان، قاله مقاتل.
الثاني: من الضلالة إلى الهدى، قاله عبد الرحمن بن زيد.
الثالث: من النار إلى الجنة.


قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشّراً وَنَذِيراً} قال ابن عباس شاهداً على أمتك ومبشراً بالجنة ونذيراً من النار.
قوله: {وَدَاعِياَ إلَى اللَّه بِإِذْنِهِ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: إلى شهادة أن لا إله إلا الله، قاله ابن عباس.
الثاني: إلى طاعة الله، قاله ابن عيسى.
الثالث: إلى الإسلام، قاله النقاش.
وفي قوله: {بِإِذْنِهِ} ثلاثة أوجه:
أحدها: بأمره، قاله ابن عباس.
الثاني: بعمله قاله الحسن.
الثالث: بالقرآن، قاله يحيى بن سلام.
{وَسِرَاجاً مُّنِيراً} فيه قولان
أحدهما: أنه القرآن سراج منير أي مضيء لأنه يُهْتدى به، قاله ابن عباس وقتادة.
الثاني: أنه الرسول كالسراج المنير في الهداية، قاله ابن شجرة، ومنه قول كعب بن زهير:
إن الرسول لنورُ يستضاءُ به *** مُهَنّدُ من سيوف الله مَسْلول
قوله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّهُ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً} فيه وجهان
أحدهما: ثواباً عظيماً، قاله الكلبي.
الثاني: أنه الجنة، قاله قتادة والكلبي، وسبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية أنزل الله عليه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح: 1] الآيات فقال المسلمون هنيئاً لك يا رسول الله بما أعطاك الله فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فما لنا يا رسول الله؟ فأنزل الله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} الآية.
قوله تعالى: {وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} قال مقاتل يريد بالكافرين من أهل مكة أبا سفيان وعكرمة وأبا الأعور وبالمنافقين من أهل المدينة عبد الله ابن أُبي وعبد الله بن سعد وطعمة بن أبيرق اجتمعوا على رسول اله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد اذكر أن لآلهتنا شفاعة.
فقال الله: {وَدَعْ أَذَاهُمْ} وفيه أوجه:
أحدها: دع ذكر آلهتهم أن لها شفاعة، قاله مقاتل.
الثاني: كف عن أذاهم وقتالهم وهذا قبل أن يؤمر بالقتال، قاله الكلبي.
الثالث: معناه اصبر على أذاهم، قاله قتادة وقطرب.
الرابع: هو قولهم زيد بن محمد وما تكلموا به حين نكح زينب. قاله الضحاك.


قوله تعالى: {إذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} الآية. أجمع أهل العلم أن الطلاق إن كان قبل المسيس والخلوة فلا عدة فيه وليس للمطلقة من المهر إلا نصفه إن كان لها مهر سُمِّي ولا رجعة للمطلق ولكنه كأحد الخطاب إن كان طلاقه دون الثلاث. وإن كان ثلاثاً حرمت عليه ولا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره. وقال عطاء وجابر بن زيد إذا طلق البكر ثلاثاً فهي طلقة واحدة وهو خلاف قول الجمهور.
وإن كان الطلاق بعد الخلوة وقبل المسيس ففي وجوب العدة وكمال المهر وثبوت الرجعة قولان:
أحدهما: وهو قول أبي حنيفة أن العدة قد وجبت والمهر قد كمل والرجعة قد ثبتت وأقام الخلوة مقام المسيس إلا أن يكونا في الخلوة مُحرمين أو صائمين أو أحدهما.
والقول الثاني: وهو مذهب الشافعي وهو المعول عليه من أقاويله إنه لا عدة ولا رجعة ولا تستحق من المهر إلا نصفه.
{فَمَتِّعُوهُنَّ وسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً} معنى فمتعوهن أي متعة الطلاق بدلاً من الصداق لأن المطلقة قبل الدخول إذا كان لها صداق مسمى فليس لها متعة وإن لم يكن لها صداق مسمى فلها بدل نصف المسمى متعة تقول مقام المسمى تختلف باختلاف الإعسار والإيسار وقدرها حماد بنصف مهر المثل وقال أبو عبد الله الزيدي أعلاها خادم وأوسطها ثوب وأقلها ما له ثمن.
فأما المدخول بها ففي استحقاقها المتعة من الصداق قولان:
أحدهما ليس لها مع استكمال الصداق متعة.
الثاني: لها المتعة بالطلاق ولها الصداق بالنكاح.

وفي قوله: {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً} وجهان:
أحدهما: أنه دفع المتعة حسب الميسرة والعسرة، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه طلاقها طاهراً من غير جماع، قاله قتادة.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11